تحدَّرَ الدَّمعُ مِنْ عِينِّيَ هتَّانُ
وخَافقي بالأسى والسُّقُمِ وَلهانُ
ولُوعةُ القلبِ تفضَحُها مشَاعِرُنا
لما بَدا في فِراش السُّقمِ شهوانُ
لَما هَوِيتُ أُقبِِّلُهُ بَكى عَتَباً
فحلَّ في القلبِ آلامٌ وأحزانُ
عِينَاهُ في حَسْرةٍ تَشْكي مَواجِعَها
وما درتْ أننا في السُّقمِ سِّيانُ
لا تَشْتَكي هذه الشِّكوىَ تُؤرِقُني
وفِي فُؤادي صَداها اليومَ أشجانُ
للهِ مِنْ نَظْرةٍ قَدْ كُنتُ المَحُها
تَبْدُو عليها تَعابِيرٌ وتِبْيانُ
فِي مُقْلَتِيهِ أسىً يَحْكِي لَواعِجَهُ
ومِنْ تَبَارِيحِه قَدْ جَدَّ بُرهانُ
وفِي المَحيِّا عِتَابٌ كُنْتُ أقْرَأهُ
بَطرْفِهِ النَّاعسِ دلُّ وتِحْنَانُ
يَبْكِي وفِي خَافِقي جَمْرٌ حرارتُه
دَمْعِي يَفِيضُ عَلى شهوان هَتَّانُ
في أضْلُعِي مِنْ لَهِيبِ الوجدِ لائِعةٌ
وفي فُؤادي من الآلامِ نيرانٌ
قَدْ خِيمَ الصَّمْتُ فِي أرجاءِ منزِلِنا
كأنَّما اعتلَّ مِنْ شَكْواه أركانُ
من ثَغْرِه ابْتسَاماتُ المُنى كانت
تَفِيضُ بالحبِّ والأفراحِ ألوانُ
وغَابتْ البَسّْمةُ عَنْ ثَغْرِهِ ألماً
بِمُقلتِيهِ يَجُولُ الطَّرفُ حِيرَانُ
السُّقْمُ قَدْ حَلّ فِي قَلْبِي وفي كَبِدي
يا نسمةٌ عذبةٌ في القلبِ تزدانُ
فأنتَ في البيتِ بَدْرٌ نَسْتَضِيءُ به
وصُوتُكَ العَذْبُ أنغامٌ وألحانُ
وأنتَ في خَافقي الولْهان جنَّتُه
وفي المَآقي وفَكري أنتَ بُسْتانُ
أنتَ الرُّؤىَ والمُنَى يا مُنتَهى أمَلي
وأنتَ يا غَايتِي مِسّكٌ وريِحانُ
يا جَنّةَ الحُّبِ في ألَقٍ أُهِيمُ بها
كُفَّْ الدمُوعَ فيكفى القلبَ أشجانُ
وعُدْ إلينا تَعُودُ الرُّوحُ في جَسَدي
ويَسْتَقِرُ بداري السُّعدُ جَذْلانُ
ألقاه مُتْهَلِلاً كالفَجّرِ منتشياً
مِنْ فَرْطِ أفَراحِه كالوردِ ريانُ
فاحَتَضِنّهُ بُكلِ الشَّوقِ في وَلهٍ
فتَأتَلقْ فَرحَتِي في العينِ أفنانُ
ما أجملُ الكون بالأطفالِ زينتَهُ
وإن تَغِبْ بسمةُ الأطفالِ شَنْآنُ
يا رب لا تَحرِمْ الأطفالَ بَسْمتَهم
أَدِمْ عليهم من النّعماءِ تَزدانُ